المساعد الشخصي الرقمي

عرض الإصدار الكامل : مهم أقوال العلماء الحسايات الفلكية


أمتنا واحدة وهلالنا واحد
15/05/2008, 10:39 PM
http://www.okeeh.com/upfiles/5aq37664.gif

بسم الله الرحمن الرحيم

أقوال العلماء المؤيدة لاستخدام الحسابات الفلكية لتحديد بدايات الأشهر الهجرية ونهاياتها

أقوال جمعتها مما سمعته من دروس علماء دمشق ومما قرأته من فتاوى علماء الأمة
اختصرت منها الكثير وأعدت طرحها وصياغتها بأسلوب مبسط


أبدأ بالحديث المشهور : ( صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته ) وهو جزء من حديث أخرجه مسلم والترمذي والنسائي وابن حبان وغيرهم ... ففيه أمر ببدء الصيام وإنهائه لرؤية الهلال ، والفعل رأى في اللغة العربية يأتي بمعنى الرؤية العينية كأن أقول : رأيت رجلاً طويلاً ، فهنا الرؤية بواسطة العين أي شاهدت رجلاً وصِفته أنه طويل ، وتأتي رأى بمعنى الرؤية العلمية كأن أقول : رأيت الجهل ظلاماً ، بمعنى علمت أن الجهلَ ظلامٌ ، ولا يخفى أن الجهل غير محسوس وبالتالي فرؤيته بالعين غير ممكنة قطعاً ... مثال آخر : رأيت صديقي متواضعاً ، بمعنى علمته متواضعاً لأن التواضع صفة وليست شيئاً محسوساً يرى بالعين ...
من هنا نستنبط أن الرؤية في الحديث يمكن أن تكون بالعين ويمكن أن تكون بالعلم ... والعلم يشمل علم الفلك ودراسة منازل القمر ومعرفة وقت ولادته ووقت إمكان رؤيته على وجه الدقة والتحديد ...

أما من يعتبر أن الرؤية بالعين هي الطريق الوحيد لإثبات بداية الشهر ونهايته ويرى بطلان الأخذ بالحسابات ويستدل بحديث : ( إنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب ، الشهر هكذا وهكذا يعني مرة تسعة وعشرين ومرة ثلاثين ) الوارد بهذا اللفظ في صحيح البخاري وبألفاظ مقاربة في صحيح مسلم وسنن أبي داود والنسائي وغيرها ...
فهذا الحديث جاء واصفاً لحال الأمة في وقته صلى الله عليه وسلم ، والله تعالى يقول :


( هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ )

فكان الطريق الوحيد لمعرفة بداية الشهر هو النظر بالعين وهذا من يسر الدين أن شرع في إثبات دخول الشهر الوسيلة الميسورة والمقدورة لجميع الأمة رحمة بها ، إذ لم يكلفها الله العمل بالحساب وهي لا تعرفه ولا تحسنه ، لكن هل هذا يعني أننا أمة محكوم عليها بالأمية إلى قيام الساعة ... حاشا أن يكون معنى الحديث هكذا بل إن الرسول صلى الله عليه وسلم اجتهد بإخراج الأمة من أميتها فكانت إحدى الوسائل التي وضعها الرسول لأسرى الكفار في غزوة بدر لكي يحرروا أنفسهم من الأسر هو تعليم عدد من المسلمين القراءة والكتابة ... إذن بانتفاء الأمية ووجود العلم هناك طرق جديدة غير الرؤية المباشرة بالعين المجردة ، منها اختراع أجهزة ومراصد للكواكب والنجوم ( وهذا علم بدأ قديماً وليس في عصرنا هذا ) ومنها علوم دراسة حركة الكواكب والمجرات والأقمار ومنها الحسابات العلمية الفلكية القطعية والتي تختلف اختلافاً جذرياً عن علوم التنجيم والدجل وادعاء الغيب ...

مع العلم أن القول باستخدام الحساب الفلكي القطعي ليس بالأمر الجديد وهذا ما يجهله الكثيرون وقد بدأ هذا القول من عصر التابعين وتوالى العلماء بعد ذلك ، ومنهم أحد كبار الشافعية وهو الإمام الفقيه المحدث الحافظ المفسر المقرىء الأصولي اللغوي النحوي شيخ الإسلام وقاضي القضاة تقي الدين السبكي الأنصاري الخزرجي ( 683 هـ - 756 هـ ) ... وهنا أنقل لكم ما جاء في كلامه عليه رحمة الله :
( إن الحساب إذا نفى إمكان الرؤية البصرية فالواجب على القاضي أن يرد شهادة الشهود ، لأن الحساب قطعي والشهادة والخبر ظنيان ، والظني لا يعارض القطعي ، فضلاً عن أن يقدم عليه ) ...
وقال أيضاً : ( إن من شأن القاضي أن ينظر في شهادة الشاهد عنده في أي قضية من القضايا ، فإن رأى الحس أو العين يكذبها ردها ولا كرامة ) ...
وقال : ( والبينة شرطها أن يكون ما شهدت به ممكناً حساً وعقلاً وشرعاً ، فإذا فرض دلالة الحساب قطعاً على عدم الإمكان استحال القول شرعاً ، لاستحالة المشهود به ، والشرع لا يأتي بالمستحيلات ) ...

وقد قال بالعمل بالحساب الفلكي القطعي حديثاً عدد من كبار العلماء منهم الفقيه الكبير الشيخ مصطفى الزرقا والمحدث الكبير العلامة أحمد محمد شاكر والدكتور يوسف القرضاوي والدكتور طارق السويدان والشيخ علي جمعة وغيرهم كثير ...

فقد ذهب العلامة المحدث الكبير الشيخ أحمد شاكر – رحمه الله – إلى إثبات دخول الشهر القمري بالحساب الفلكي ، بناء على أن الحكم باعتبار الرؤية معللة بعلة نصت عليها السنة نفسها وقد انتفت الآن ، فينبغي أن ينتفي معلولها ، إذ من المقرر أن الحكم يدور مع علته وجوداً وعدماً ...

وهذا جزء من كلام الشيخ يوسف القرضاوي : ( وأما الاعتبار الآخر الذي ذكره النووي وهو أن الحساب لا يعرفه إلا أفراد من الناس في البلدان الكبار فقد يكون صحيحاً بالنسبة إلى زمنه – رحمه الله – ولكنه ليس صحيحاً بالنسبة إلى زمننا الذي أصبح الفلك يدرس فيه في جامعات شتى ، وغدت تخدمه أجهزة ومراصد على مستوى رفيع وهائل من الدقة . وقد أصبح من المقرر المعروف عالمياً اليوم أن احتمال الخطأ في التقديرات العلمية الفلكية اليوم هو نسبة 1-100000 في الثانية . كما أن البلدان الكبار والصغار الآن أصبحت متقاربة ، وكأنما هي بلد واحد ، بل غدا العالم كما قيل " قرية كبرى " ونقل الخبر من قطر إلى آخر ومن مشرق إلى مغرب وبالعكس لا يستغرق ثوان معدودة . وقد ذهب أبو العباس بن سريج من أئمة الشافعية إلى أن الرجل الذي يعرف الحساب ومنازل القمر إذا عرف بالحساب أن غداً من رمضان فإن الصوم يلزمه لأنه عرف الشهر بدليل فأشبه ما إذا عرف بالبينة . واختاره القاضي أبو الطيب ، لأنه سبب حصل له به غلبة ظن ، فأشبه ما لو أخبره ثقة عن مشاهدة ) ...

ويقول الشيخ علي جمعة : ( يجب علينا أن نستعمل مقتضيات هذا العصر الذي نعيش فيه . ونصوم لرؤية الهلال ولكن الرؤية في لغة العرب تقع على العلم ، ولذلك فلنستعمل كل العلم المتاح لنا ، حتى نستطيع أن نوحد الأمة في مشرقها ومغربها . نصوم معاً ونفطر معاً بهلال واحد ) ...

وهذا رأي الدكتور طارق السويدان : ( اتفاق المسلمين على الهلال هي أبسط مظاهر الوحدة الإسلامية في زمن صارت فيه الكمبيوترات موجودة ومواقع النجوم معروفة وحركات القمر وموقعها بالضبط ، فكيف نختلف على هذه المسألة ) ...

والأقوال أكثر من أن تجمع في موضوع واحد ...

هذا ما اختصرته لكم مما سمعت وقرأت حول الأخذ بالحساب العلمي الفلكي في إثبات ولادة الهلال وبداية الأشهر الهجرية ونهايتها ( وهو حقيقة اختصار الاختصار ) مع قناعتي الأكيدة التي لا يخالطها شك أننا بإمكاننا وضع تقويم هجري ثابت وأكيد لمئات السنين القادمة عن طريق الحسابات العلمية الفلكية وما أنا متأكد منه أكثر أن الرؤية العينية ستؤكد الحساب الفلكي تماماً ولن تخالفه أبداً ( وإن خالفته فالخطأ في رؤية العين فقد يخيل لها أو ترى ما تحسب أنه القمر وهو ليس بالقمر بل كوكب أو نجم ، أو خطأ من نوع آخر ) ...

ولا بد لي أن أقول : إذا كان يسر الشريعة الإسلامية هو الذي أعطى السابقين طريقة الرؤية العينية لإثبات دخول الشهر فإن هذا اليسر نفسه هو الذي يعطينا طريقة الحساب الفلكي العلمي في هذا الزمن وإني أراها الأيسر والأسهل في يومنا هذا وتحقق شيئاً من الوحدة الإسلامية والكثير من المصالح البشرية ...

وأود أن أختم كلامي أن من عارض استخدام الحسابات العلمية الفلكية وقال بوجوب الرؤية بالعين لهم أدلتهم كذلك ... والأمر واسع إن شاء الله ... لكن ما أراه أننا بحاجة كبيرة في هذه الأيام لأي أمر يوحدنا لمواجهة الموجة العالمية الكبيرة التي تعمل على تفريق الأمة وتمزيقها بكل ما أوتيت من قوة وطاقة ... والتوحد في الصيام وفي الأعياد وفي التاريخ الهجري عموماً له أثر كبير على أفراد الأمة ... وأما من يستصغر الأمر ويبسطه فأقول له ما عليك إلا أن تسأل الناس عن مشاعرهم عند حدوث الاختلاف في الأعياد أو الصيام لتعرف مدى حزنهم على أمتهم وعلى أنفسهم وشعورهم بالانقسام حتى فى هذا الأمر البسيط برأيكم ...

هذا وما كان صواباً مما كتبته أونقلته عن الثقات من العلماء فهو توفيق من الله ... وما كان غير ذلك فهو من نفسي ومن الشيطان ...


أنضمو الى حملة أمنتا واحدة وهلالنا واحد التي تهدف الى توحيد التقويم الهجري في الدول الاسلامية

يمكنم معرفت المزيد من الرابط التالي:http://thakafa-onenation.spaces.live.com/
http://www.okeeh.com/upfiles/N6j61706.jpg