المساعد الشخصي الرقمي

عرض الإصدار الكامل : **** إذا جاءتك رواية في سندها أبي مخنف فاضربها بكف ، وإلى غيرها مما صح إلتف ****


داحض الشبهات
18/03/2007, 03:46 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيد المرسلين ، وعلى آله وصحبه أجمعين ، وعلى من سار على نهجهم إلى يوم الدين ،، وبعد :

إخواني الكرام : يعلم الجميع أن التاريخ الإسلامي لم ينل حقه من التمحيص والتحقيق والتخريج كما نالت العلوم الإسلامية الأخرى ، ولهذا دخل فيه الغث والسمين ، والصحيح والسقيم ، كما لعبت اسباب عديدة وغايات مختلفة وأغراض متباينة في تحريف التاريخ وتشويه حقائقه ، وإظهاره بغير الوجه الصحيح المشرق ، الذي أنار للعالم الطريق إلى السعادة والسؤدد .

ومن فضل الله علينا وعلى أمة الإسلام أن أكرمنا الإسناد الذي هو من الدين .

قال ابن المبارك : " الإسناد من الدين ، ولولا الإسناد لقال من شاء ما شاء " .

وقال سفيان الثوري : " الإسناد سلاح المؤمن ، فإذا لم يكن معه سلاح فأي شيء يقاتل ؟ " .

وقال الأوزاعي : " وما ذهاب العلم إلا ذهاب الإسناد " .

وقال الشافعي : " الذي يطلب العلم بلا سند كحاطب ليل ، يحمل حزمة حطب وفيه أفعى وهو لا يدري " .

ولهذا فإن على المسلم قبل أن يستدل بحديث أو رواية تاريخية وخاصة فيما يخص الخلافة الراشدة وما صاحب ذلك العهد من الفتن ، فعليه أولاً البحث في صحة سندها إلى من جاء عنه الخبر ، فلعلها تكون من وضع الوضاعين ، أو كذب الهالكين ، وإلا يفعل ذلك كان كحاطب ليل .

ومن المعلوم عند الجميع أن " تاريخ الطبري " من أوسع مصادر التاريخ المتقدمة والموثوق فيها ، وهي من أكثرها إعتناءً بالإسناد بلا منازع ، إلا أن الطبري رحمه الله في كتابه هذا أكثر من الأخذ عن بعض المتروكين والتالفين والضعفاء ومن إتهموا بالكذب وذلك في وقائع وأحداث خطيرة كالفتن التي حصلت أيام الصحابة الكرام رضوان الله عليهم ، ولم ينتقدها أو يعقب عليها رحمه الله إلا في حالات نادرة .

لكن الحق يقال وهو : أن الإمام الطبري رحمه الله بأسلوبه هذا إستطاع أن يحافظ على حياديته كمؤرخ ثقة لا تجتذبه الميول إلى هذا التيار أو ذاك ، حتى إنه وهو السني في مذهبه نقل كثيراً من روايات الرافضة والمعتزلة والقدرية بينما لم يستطع كثيرون من الكبار أن يكونوا حياديين فاليعقوبي إمامي شيعي في تاريخه ، والمسعودي لم يستطع المحافظة على حياديته كمؤرخ ، وهكذا .

يقول الأستاذ شاكر مصطفى في كتابه " التاريخ العربي والمؤرخون " (256 ) : " لم يمل الطبري مع أي هوى في إيراد الأخبار التاريخية وكان حياده في الغالب عن ورع ودقة علمية " .

ولكن الإمام الطبري رحمه الله كما ذكرنا آنفاً مما يؤخذ عليه من المآخذ في كتابه هذا هو : إختفاء النقد على المرويات التي يذكرها ، ولكنه رحمه الله قد نبه عليها وأعذر نفسه منها كما ذكر ذلك في مقدمته ( 1 / 8 ) وذلك في قوله : " فما يكن في كتابي هذا من خبرٍ ذكرناه عن بعض الماضين مما يستنكره قارئه ، أو يستشنعه سامعه ، من أجل أنه لم يعرف له وجهاً في الصحة ، ولا معنى في الحقيقة ، فليعلم أنه لم يؤت من قبلنا ، وإنما أتي من قبل بعض ناقليه إلينا ، وإنا إنما أدينا ذلك على نحو ما أدي إلينا " .

ولكن وللأسف كثير من الناس ممن جاء بعده أخذ الروايات التي ذكرها في تاريخه وكأنه مسلم بها عند الطبري ، وإستدل بها بأمور كثيرة فيها من الطعن في عدالة الصحابة ، وتشويه سمعتهم ، وتزوير الحقائق والتاريخ مالله به عليم ، ولو تأملت أسانيد هذه الروايات لوجدتها من الضعفاء الوضاعين الهالكين .

هذا ومن الرجال الإخباريين الذي روى لهم الطبري في تاريخه وهم ممن لطخوا التاريخ بمروياتهم التالف الهالك لوط بن يحيى الكوفي ، المشهور بـ : أبي مخنف . وهذا الراوي أخرج له الطبري في أكثر من ( 300 ) موضع ، إبتداءً بخبر سقيفة بني ساعدة وإنتهاء بأحداث ( 123هـ ) ، ودخول الحسن بن قحطبة إلى الكوفة بعد هرب عاملها إبن هبيرة ( من قبل الأمويين ) .

وهذا التالف الهالك لو نظرت إلى مروياته لوجدته بارعاً في التلفيق وتزوير التاريخ والحقائق والطعن في عدالة الصحابة وتشويه سمعتهم ، فعليه من الله ما يستحق .

وقد أجمع علماء الجرح والتعديل على تضعيف أبي مخنف هذا ، وإليك بعض أقوالهم :

قال ابن حبان : " رافضي يشتم الصحابة ، ويروي بالموضوعات عن الثقات " . " لسان الميزان " ( 4 / 366 ) .

وقال ابن عدي في " الكامل " ( 6 / 2110 ) : " حدّث بأخبار من تقدم من السلف الصالحين ، ولا يبعد منه أن يتناولهم ، وهو شيعي محترق صاحب أخبارهم " .

وقال أبوحاتم في " الجرح والتعديل " ( 7 / 182 ) : " متروك الحديث " .

وقال ابن معين " تاريخ ابن معين " ( 2 / 500 ) : " ليس بشيء " .

وقال إبن حجر في " لسان الميزان " ( 4 / 492 ) : " لوط بن يحيى – أبو مخنف – أخباري تالف لا يوثق به تركه أبوحاتم وغيره " .

هذه بعض أقول أئمة الجرح والتعديل في أبي مخنف عليه من الله ما يستحق ، فإذا جاءتك يا طالب العلم رواية في سندها هذا التالف الهالك فإضرب بها عرض الحائط ، وخذ من الروايات ماصح منها عن الثقات ففيها الغنية إن شاء الله تعالى .

هذا والله أعلم ، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .

محبكم :
أبو محمد السعدي

***
**
*

خادم الحسين
19/03/2007, 08:32 PM
اس=لسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


شيخنا الفاضل أحمد العماني حفظكم الله


أحب ان اشكرك على المجهود التي تبذله

وكما قلت شيخنا

إذا جاءتك رواية في سندها أبي مخنف فاضربها بكف ، وإلى غيرها مما صح إلتف ****



شيخ تابعت نقاشك مع الشيخ الألفي واحببت طريقة حوارك مع الشيخ وذاك ان دل على عظيم خلقكم وسعيكم للعلم ووفقكم الله ..


واعجبني جدا شيخ ما قلته حول الواجب النظر في منهاجنا واخصه الديني والتاريخي فانا شيخ كنت اتصفح احد الكتب المقررة لطلبة الثانوية فرأيت مغالطات في التاريخ حول بعض الفرق وهذي شيخ تتدرس للطلبة ففيها ما فيها ..

أرجوا شيخ ان كان عندك وقت ووقت فراغ وهذا ما لا اعتقده فيك شيخ ان اراسلك واحدد لك بعض ما لفت انتباهي وارجوا منك التعليقات البسيطة والتوجيه لأخوك للبحث عن الصح والحقيقة ..


وجزاكم الله خيرا ونحن جدا مشوقين ان تسعفنا بمواضيعك وطروحك نفع الله بك شيخنا

وجعل عملك هذا في موازين حسناتك .