المساعد الشخصي الرقمي

عرض الإصدار الكامل : يا أيهــــــــــــــــــــا النـــــــاس إتــــــــــــــقوا الله


أبومحمد30
18/01/2011, 06:19 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
قال سبحانه وتعالى :" أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى " (العلق، 14)

وقال عز وجل : [قرآن]" يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً " (النساء، 1)

( الأحسان أن تعبد الله كانك تراه ، فإن لم تراه فإنه يراك .)

ذكر الامام الرازي : ان حظ المؤمن من اسم الرقيب المقولة المعروفة ( تخلقوا بكمالات الله) فكيف نتخلق بهذا الا سم ؟
يقول : مراقبة العبد لنفسه اساسها ان يعلم ان الله مطلع على نياته وقلبه ودخائل نفسه وان يستحضر من مراقبة الله له ان الله تعالى معه دائما ،ويراقبه في كل احواله وسامع لأقواله وحركاته وسكناته .
وقال : هذه المراقبة مفتاح كل خير ، لأن العبد اذا ايقن ان الحق مراقب لأفعاله مبصر لأحواله سامع لأقواله مطلع على ضمائره وخفاياه خاف عقابه في كل حال وهابه في كل مجال ، علما منه بأن الرقيب قريب وهو الشاهد الذي لا يغيب .
ولذلك قال احد العلماء :
( إن الرقيب الذي هو من الأسرار قريب وعند الاضطرار مجيب) .
وقال بعضهم : الرقــــيب
هو المطلع على الضمائر والشاهد على السرائر والرقيب يعلم ويرى ولا يخفى عليه السر والنجوى .
وقال بعضهم : الرفيب
الحاضر الذي لا يغيب بل رقابته قديمة مستمرة .
ولهذا قيل : الرقيب الذي يسبق علمه جميع المحدتات وتتقدم رؤيته حميع المكونات .
وقال احد العلماء حينما عقد بحثا حول مقام المراقبة قال : ( إن أدب المؤمن مع الله الرقيب ان يعلم أن الله رقيبه وشاهده في كل شيء ويعلم أن نفسه عدوه وكذلك الشيطان اللعين عدو متربص وهما ينتهزان منه كل فرصة حتى يحملاه على الغفلة والمخالفة ، وعليه أن يأخذ حذره منهما ويسد عليهما المنافذ والمداخل حتى لا يقع في فخ واحد منهما ) هذا أدب المؤمن مع الله في اسم الرقيب .
ومن ادب المؤمن في هذا المجال ان يراقب نفسه وحسه وان يرقب حتى انفاسه ويجعل عمله خالصا لربه بنية طاهرة في اعماله ويراقب ربه في اخيه فلا يظهر عيبه .
ويقول ابن عطاء الله السكندراني عن اسم الرقيب :
أفــــــضل الطــــــاعات مراقـبة الله علـــى الـــدوام وفــــي كل الأوقـــــــــــــات .

وقال ابو حفص :
إذا جلست للناس فكن واعظا لنفسك وقلبك ولا يغرنك اجتماعهم عليك فإنهم يراقبون ظاهرك والله رقيب على باطنك .
قال عبدالله بن المبارك لرجل :
راقب الله تعالى فقال : كيف ؟
قال : كن أبدا كأنك ترى الله تعالى ، ( اللهم اجعلني اخشاك حتى كأنني اراك ابدأ)، وبعضهم كان يدعو بهذا الدعاء : إلهي انت الرقيب لحركات الاكوان العليم بخطرات قلوب الانس والجان ، اشرق على قلبي بنور اسمك الرقيب حتى تتزكى نفسي فتـتحلى بالتقريب ، وامنحني عيونا تراقب نعمك الظاهرة وتلاحظ اسرارك الباهرة .
فحال المراقبة حال تام وارتقاء الى الله اذا وصلت اليه اؤصلك الى الجنة وسعدت في الدنيا والاخرة ، لأن من لوازم هذا الحال الاستقامة على امره ، والاستقامة على امر الله سبب الجنة.
والله الموفــــــق
من كتاب موسوعة أسماء الله الحسنى
الشيخ محمد راتب النابلسي

الهدايه30
18/01/2011, 06:34 PM
بارك الله فيك أبو محمد
مقولة جدا مؤثرة
أسال ربي أن يجعلنا ممن يخشاه ف السر والعلن